خرزة الحية و حقيتها حسب کلام ابوريحان البيروني :

في ذکر خرز الحيّات        lapis ophites

هذا يسميٰ بالفارسية مار مهره.و نسبته ﺇلي الحية من جهتين:

ﺇحداهما النفع من لسعها ﺇذا حکت بلبن أوخمر وسُقي.و في کتاب الحاوي(1)

ان حجر الحية ينفع الملسوع بتعليقه عليه.و ربما کان هذا

و الاخري،انها متولدة في الافعي مستخرجة منها.و کانت تخزن في أيام اﻷکاسرة في جملة المغيثات

قال نصر: ان الحوّائين يطلبون أفعي خبيثة أکّالة للحيّات فتکون هذه الخرزة في قفاها بيضاء تضرب ﺇلي اللؤلؤية.

و منها ما تکون سوداء مخالطة للبياض و ظهورها لا يکون ﺇلاّ بعد استيفائها من أکل الحيّات اربعمائة،و اتخيّل من کتاب اﻵيين مثل هذا العدد و لا اتذکره حقيقة

قال: و ﺇذا انعقدت فيها أخذوها عن جنبتيها بحديدتين و يضغطونها حتيٰ تنزعج و تتحرک ثم يشقون جلدها بالمبضع و يعصرونها حتيٰ تبرز، و يأخذونها و هي لينة،فٳذا ضربها الهواء صلبت و استحجرت

و امتحانها: انها ﺇذا حُکّت علي مسح اسود بيّضته.و هذا التبييض يکون من لين المحکوک مع تفرکه و خشونة المسح

و يقال: ان الحوّائين يعملون هذا الخرز من حجر مريم و انه أيضاً يبيض المسح،و لکن الشيء الارضي علي الاکثر يجب أن يکون يمايز الحيواني بالثقل.

و حدثني انسان محصّل انه کان في مصطبةٍ ببُسْت جاراً لحوّاءٍ يعاشره و انه سمع صياح امرأته بالضرب فبادر اليه ليمنعه،فوجده باکياً قد مزّق ثيابه،و سأله عن الحال فقال: اني کنت اُربّي افعي الحيّات لينشؤ فيها مار مهرة و أصعد ليلاً بسلتها ﺇلي السطح لتنال النسيم و لا تختنق.ٳلي أن تمّ مرادي بظهور المطلوب.و غلستُ البارحة لصيد قوتها و تغافلت ال زا ن ية عنها و ترکتها حتي احمتها الشمس و قتلتها و أخسرتني مالاً بعد ان ضيعت أيامي و سعيي.و أراني الافعي الميتة في قفاها خرزتان.والله الموفق(2)

_______________________________________________________________________________

1) محمد بن زکريا الرازي _ الحاوي في الطب

2) ابوريحان البيروني _ الجماهر في الجواهر ص 337-336