قصة لمعرفة النفس:(ملاقات الشيخ ابي  ( ع ث م ا ن)  مع الشيخ يوسف)
 
اودع تاجر من تجار نيشابور جاريته عند الشيخ ابي  ( ع ث م ا ن)  الحميري فوقع نظر الشيخ عليها يوما فعشقها و شغف[1] بها فکتب الي شيخه أبي  ( ح ف ص)  الحداد بالحال فاجابه بامره بالسفر الي الري صحبة الشيخ يوسف فلما وصل ال الري وسئل الناس عن منزل الشيخ يوسف اکثروا من ملامته قالوا و کيف يسئل تقي مسلک،عن بيت فاسق شقي مثله،فرجع الي نيشابور و قص علي شيخه القصة فامره بالعود الي الري و ملاقات الشيخ يوسف المذکور فسافر مرة ثانية الي الري، وسئل عن منزل الشيخ يوسف
و لم يبال بذم الناس له و ازدرائهم[2] به،فقيل له:انه في محله الخمارة فأتي اليه و سلم عليه، فرد عليه السلام و عظمه،و کان الي جانبه صبي بارع[3] الجمال و الي جانبه الاخر زجاجة مملوة من شيء کانه الخمر بعينه فقال له الشيخ ابو ( ع ث م ا ن) : ما هذا المنزل في هذه المحلة فقال: ان ظالماً شري بيوت
أصحابنا و صيرها خمارة و لم يحتج الي شراء بيتي،فقال ما هذا الغلام؟و ما هذا الخمر؟فقال:اما الغلام فولدي من صلبي،و اما الزجاجة فخل فقال:و لم توقع نفسک في مقام التهمة بين الناس؟فقال لئلا يعتقدوا انني ثقة أمين و يستودعنوني جواريهم،فابتلي يحبهن فبکي ابو ( ع ث م ا ن)  بکاء شديداً و علم قصد شيخه[4]  
 

شيخ سعيد مزرعه


1)الشقف: اقصي الحب
2)ازدرئه: احتقره و استخف به و في القرآن و لا اقول للذين تزدري اعينکم. اي تحتقرونهم
3)البارع: الفائق
4)شيخ بهاء الدين محمد عاملي – کشکول بهائي ج 1 ص 205