قصة دولة البويهيّين

 

ربما من لطائف قصص الشيعة التاريخية هي قصة وصول ابناء بويه الفقراء الي الحکم و السلطة في بلاد المسلين التي دامت(321هـ _ 447هـ) لمدة 126 سنة حسب ما اوردته کتب التاريخ و ان قصة بني بويه الثلاثة الذين هم علي و حسن و احمد. و ابو هما ابو شجاع بويه الديلمييّن تشبه الاساطيره و هي ان ابو هما کان فقيراً لايملک شئ من مال الدنياء و لا نعيمها و کان ينقل الحطب[1] علي رﺃسه من الدودية و الجبال الي البيوت ليحصل علي رغيف الخبز. فما لم يتحطب لم يٲکل لاهو و لا اولاده الثلاثة و زوجته شئ من الطعام. فقد کانت هذه العائلة في اوائل القرن الرابع الهجري في اسوء حال ثم شاء الله الحکيم ان تنقلب الامور الي خيرو نعيم لهما. بعد ما ماتت زوجتة ابو شجاع و ترکت له ابناﺅه ابوالحسن علي الذي سمي بعدها بعماد الدولة و ابو علي الحسن الذي سمي برکن الدولة و ابو الحسن احمد الذي سمي بمعز الدولة.

يقال انه لما ماتت زوجة ابو شجاع بويه، ضاقت با الارض فقال له احد اصحابه يعزيه و يسليه: ارفق بنفسک و اولادک هﺅ لاء مساکين،ثم اخذه مع اولاده الي منزله،و هيٲ لهم الطعام.و شغل ابا شجاع عن مصابه و آلامه.

و ذکر ابن الاثير في تاريخه في حوادث سنة 321 هجرية:

فبينما هم کذالک اذمر رجل يصيح و يقول عن نفسه: منجم و مفسر للمنامات و يکتب الرقي و الطلسمات.

فدعاه ابوشجاع، و قال له: رﺃيت في منامي کٲنني ابول، فخرج من ذکري نار عظيمة استطالت و علت،حتي کادت تبلغ السماء، ثم صارت ثلاث شعب،و تفرع عن کل شعبة عدة شعب، فاضاءت الدنيا بتلک النيران، و رﺃيت البلاد و العباد خاضعين لها.

فقال:المنجّم: هذا منام عظيم لا افسره الابخلعة

فقال ابو شجاع: و الله لا املک الا الثياب التي علي جسدي،فان اخذ تها بقيت عرياناً.

فقال المنجّم: فعشرة دنانير

قال ابوشجاع: والله لا املک ديناراً واحداً

قال المنجّم: اعلم انه يکون لک ثلاثة اولاد يملکون الارض و من عليها و يعلو ذکرهم في الافاق،کما علت تلک النار،و يولد لهم ملوک بقدر ما رﺃيت من تلک الشعب

فقال ابوشجاع:اما تستحي؟ تسخرمنا انا رجل فقير  و اولادي هؤلاء فقراء مساکين فکيف يصيرون ملوکاً؟

قال المنجّم: اخبرني بوقت ميلادهم؟فلما اخبره جعل يحسب،ثم قبض علي يد ابي الحسن علي فقبلها،و قال هذا و الله الذي يملک البلاد، ثم هذا من بعده و قبض علي يد ابي اخيه ابي علي الحسن.

فاغتاض منه ابوشجاع.و قال لأولاده اصفعوه فقد افرط في السخرية بنا. فصفعوه و هو يستغيث.

ثم قال لهم المنجّم: اذکروا لي هذا اذا قصدتکم،و انتم ملوک،فضحکوا منه و استخفوا به.و لم تمض الايام حتي تحققت نبؤة المنجّم بکا ملها[2]

قلت: فمنها تجد ان الشيعة قد اولعوا بکثرة علم التنجّيم و محبتهم له و تصنيفهم اهم الکتب في هذا العلم فانظر الي کتب ابوريحان البيروني و غيره من العلماء و الله اعلم

 (الحلقة الاولي)

                                                                                        شيخ سعيد مزرعه

                                                                                         11/3/2011م 


[1]( ذکر القاضي الامام شمس الدين احمد بن خلکان في وفيات الاعيان کان ابو شجاع صيادً ليست لهو محشيتة الاصيد الصمک- قلت و ان کانت مدينة ديلم علي ساحل البحر و لکن لايعني بالضرورة ان يکون صيادً

[2]( تاريخ الکامل – ابن الاثير – ج6