ﺃرجوزة في مجربات ابن سينا

ورؤية نّجم السّها تؤمن من لسعة العقرب و السارق،و قد ذکر ذلک الرئيس ﺃبوعلي بن سينا في أرجوزتة،و قيل إنها لا بن شيخ حطين، و هي تشتمل علي خواص مجربة و أسرار من علم الطب فلنأت بنها بکمالها لتتم الفائده و هي هذه:

 

بدأت بسم الله في نظم حسن

أذکر ما جربت في طول الزمن

ماهوبالطبع و بالخواص

لکل عام و لکل خاص

في شوکة العقرب نجم توأم

تراه عين منيراه يعلم

إذا تراآهامرآن اصطحبا

 واتفقا وداوذا تحاببا

لاسيما إن قيل ذا محبب

 بعض لبعض کوکبان کوکب

و توأم نجمان في سعد بلع

 رؤيه لکلوّد قد جمع

و مثله أيضاً لسعد الذابح

رؤيه لکلودّصالح

تخبر من شئت به فيعجب

ثم يقول کوکبان کوکب

فينشأ الوّد باذن الله

 بينهما فلاتکن باللاهي

کف الخضيب فرقة إلي اﻷبد

 لکائن من کان من کل ﺃحد

ينظره اﻹنسان أو جماعة

 يفترقواإليقيام الساعة

نجم السهامأمنة من سارق

و من سموم عقرب و طارق

و من رﺃي عشية نجم السها

 لم تدن منه عقرب يمسها

و قيل لايدنو إليه سارق

 في سفر ولا بسوءطارق

الطخ علي الحزاز دهن القمح

 مع وسخ اﻷسنان بعد المسح

فإنه يذهب منها سعيها

کالنار فيها ثم يوري نقيها

أکورؤس کل ثالول يري

بعودتين قد حرقت ﺃخضرا

و مثله رؤس قش الحلبه

تذهب بالثالولمنه الرعبه

تخطيطک الأظفار بعد الصبح

 بکزلک عرضاً مزيل القلح

و طبقک الأضراس في التثاؤب

يمنع من هذا لذي التجارب

أعني عروض القلح إن تقرحت

کذالک إن تحفرت واصطلمت

تغرغر العليل ذو الخناق

بمرق الضبار کالترياق

لاسيما إن شابه کشوث

 لذي الخلاط نفعه موروث

ابلع من الصابون وزن در هم

 تنج من القولنح غير المحکم

وامسح علي الأضراس و الأسنان

لو کالها بطرف اللسان

و قد حرمت اﻷکل من لحم الفرس

شهرا و لا من هندبا تبغي الحرس

وذاک عند رﺅية الهلال

فتأمن اﻷضراس من إعلال

کذالک في کل هلال يجتلي

 فإنها مأمنة من البلا

لا تغسلن ثيابک الکتانا

ولاتصد فيها کذا حيتانا

عند اجتماع النيرين تبلي[1]

وفي السرار فاتخذه أصلا

اتخذالبرمة من زجاج

من غير تلوين و لا علاج

والنار جزل إن تشا أوفحم

ينضج فيها اللحم ثم الشحم

و کرر الطبخ بها أياما

و أشهرا إن شئت أو أعواما

وذاک سهل ليس بالعسير

من غير تقتير و لا تکثير

وتتخذ کحلا جديداً محرقا

منعماً مصولا مروقا

ومثله من حجر الهنود

 ذي الخاصة الجاذبة الحديد

مطيباً بالمسک طيب اﻹثمد

 واکحل به من شئت فرد مرود

ثم اکتحل منه علي مر المدي

ﻷنهلميتخذکحلاسدي

واکحل المحبوب بالحديد

يهواک في الوقت بلا مزيد

فيسحر العينينمنه فيري

 وجهک شمسا باهياأو قمرا

ولا يکاد يستطيع صبرا

 عنک و لو حرقت منه الصدرا

نشادر الدخان بالحمام

ينضحه الفخار من مسام

فريحه يقتل اﻷفاعي

 من الهوام و الدبيب الساعي

و وزن مثقال إذا ماشربا

مع وزنه من الرجيع انتخبا

يخلص المسموم من مماته

من بعد يأس اﻷهل من حياته

هذا إذا دبر باﻹتقان

 بالسحق والترويق في اﻷواني

وکل ماجاد بسحق فاعتبر

وفيه يا هذاتفهمواختبر

مرارة الحية سم قاتل

 وهي للملدوغبهاتقابل

إذا سقيالمسموم منها حبه

 نجا من السم بتلک الشربه

و إن سقي منها صحيح ماتا

من يومه وفارق الحياتا[2]

توضيح: توجد نسخة أخري لـهذا الارجوزة و قد وضعتها ايضاوﺃسال الله الحکيم الفائده، شيخ سعيد مزرعه

ﺃرجوزة في مجربات ابوعلي ابن سينا

 ﺃبدء بسم الله في نظم حسن

 أذکر ما جرّبت في طول الزّمن

ما هو بالطّبع و بالخواصّ

 لکلّ عام ولکلّ خاصّ

في شولة[3] العقرب[4] نجم توﺃم

برٲي عين من يراه يعلم

إذا ارآه[5] امرء اصطحبا

 و اتّفقا وّدا و ذاتحاببا

لاسيـّما إن قال ذامحببّا

 بعض لبعض کوکبان کوکبا

رؤيته لکلّودّقد جمع

 و مثله نجمان في سعد بلع

رؤيته لکلّودّصالح

و مثله أيضاً لسعد الذّابح

 تختبر من شئت به فتعجبا

 ثم تقول کوکبان کوکبا

فينشأ الودّبإذن الله

بينهما فلا تکن باللّاهي

کف الخضيب فرقة إلي اﻷبد

 لکائن من کان في کلّ أحد

إذا رآه اثنان ٲو جماعة

افترقوا إلي قيام الساعة

نجم السّها مأمنه من سارق

 و لا يسوؤه بسوء طارق

و من رآي عشيّة نجم السّها

 لم تدن منه عقرب تمسّها

يغرغر العليل ذو الخناق

بمرقه الاشنانوالسّماق

لاسيّما إن شابه کشوث

 فهو لعمري نفعه موروث

ابلع من الصابون وزن درهم

 تنج من القولنج غير محکم

و هکذا الکمون و الکراويا

إن ٲکلا محصّبا يداويا

و طبقک اﻷ ضراس في التثارب

مانعة منه لـدي التجارب

تخصيفک اﻷضراس وقت الصبح

 بکزلک عرضا تزيل الملح

أعني قشور الملح إن تقرّحت

 و ٲلمت صاحبها و برحت

ﺃطل علي الحز از دهن القبح

 مع وسخ اﻷسنان عند الصّبح

فإنه يذهب منها سعيها

کالنار فيها ثمّ يورث نفيها

و هکذا قشر الخيار الرّطب

 تفر که بالقشر لا بالقلب

اکو رؤس کلّ ثالول تري

بعودتين قد حرقت اخضرا

يذهب بالثالول منه الوعية

مثله رؤس قثاء الحّية

مرارة الحلبة سمّقاتل

و نحن للسمّ بها نقاتل 

وإذاسقي منه السقيم حبة

يؤمن من السمّ بتلک الشّربة

و إن سقي منه الصحيح ماتا

من وقته و فارق الحياتا

نشادر الدخان في الحمّام

 ينضجه الفخار من قسام

فوزن مثقال إذا ما شربا

مع وزنه من الرّجيع المجتبي

يخلص المسموم من مماته

من بعد يٲس اﻷهل من حياته

و فيه سـر لست ﺃبديه لمن

 و لست ٲخفيه ﻷمرقد علن

يعرف بالکبريت و الغوالي

 و هو الرخيص بن الرخيص الغالي

يصبّ عند حبّ رمّان العلب

و هو إذا حّمرة الشمس العجب

سبحان من ﺃودعه اﻷمانة

والغوص في اﻷشياءوالابانة

ان يسمع الانسان صوتاً في الخشب

في سقف بيت فرحيل قد قرب

و روية السلخ من البيت کذا

 إن سقطت مکانه بلا ٲذي

تؤذن بلرّحيل و الحمّام

والموت إن کان خليعاً وام

لا تغسلن لثوبک الکتانا

و لا تصل فيه کذا الحيتانا

عند اجتماع النيّرين يبلي

و في البراز فاتّخذهٲصلا

و کل هذا شاع في التجارب

 و السرفيه ٲعجب العجائب

جزان طرطيراً و جزء ملحاً

و تسع خلّ الخمر وزناصحّا

و ليکن الخلّ عتيقاً ٲبيضاً

ﺃو ٲحمر اللّون فذا وذا رضا

يستقطر الجميع باﻷنبيق

بالمحو و النفط مع الزرنيق

فناد هذا القاطر الملتهبة

محرقة غير الّذي تشترية

من ساکن الکتان و الحرير

و القطن والتمّرمع السّرير

فإنّه يسلم من حرب اللّهب

 و من حريق کلّه و ذاعجب

وإنّما يعرف هذا الماء

بالنقطة الجارحة اﻷشياء

يطلي علي القروح و اﻷورام

و کلّ ما يضر باﻷجسام

کالجرب الحادث و القديم

تخلص من عذابه اﻷليم

و هکذا اﻷنماش باتّفاق

 فإنّه ٲقوي من التّرياق

بثول عين ولها حيوان

کٲنّه في حلقه اﻹنسان

شيئان ملحومان ٱنثي و ذکر

 کما وجدنا في الصّفات و اﻷثر

يخرج منها في شباط هائجا

 و راکب بعض لبعض مايجا

و قد عد الزوجين منها زبد

 کرغوة الصّابون حين يوجد

فيأخذ اﻵخذ منها الزّ بدا

فحبّةمنه تقيم اﻷ لبدا

فلم يزل مستقيظاً قواما

من غير نوم مدّة أيّاما

حتّي إذا ما اغتسل اﻹنسان

 بالماء زال عنه ذا النّصبان

و حبّتان من محوم هذا

إن شربت في مرقد فهذا

و ثولة مرية بالشّام

 من عمل السقيف ذي اﻵجام

لاشي للجراح کالطبّون

 يختم جرح السّيف و السکين

 و هو نبات کره الرّوايح

مبّرد ينبت في الفلائح

بورقٍ کورق الصّفصاق

و زهرة أصغر غير صاق

الحامه الجرم بغير الرّدم

 و غير قيح سـّيما قطع الدّم

يضمّد الجرح و قد برإ

 إن کان قد جفّ وإلاّ أخضرا

و هکذا يصنع للعقور

من سائر الحيوان و الجزور

و يخرج الدّود من الجراح

و کلّ مدفون من السـّلاح

و هو ضماد للبواسير شفا

للنواصير ضماداً قد کفي

و أکله يذهب حمـّي الرّبع

و ماؤه يقتل دود القرع

و کلمّا تغرغر الانسان

بمائه تقوية اﻷسنان

 و دهن زهره عظيم الشأن

يدعي بدهن الصين في اﻷدهان

يخرج باﻷنبيق کالخلاف

و کالبزودان بلا خلاف

إذا لطخت الجرح منه مرّه

ألحم ممّ قد تخاف ضره

و هو طلي الکلّ نضاج إذا

طليتة أخرج من ذاک اﻷذي

من کلّ ما يحدث من سوداء

قد آثرت علي الجسوم داء

أو الثبورات الّتي تقرّحت

 و ﺃلّّمت صاحبها و برحت

و کلما کان الاعلال

 في جسد العليل باندمال

يخرجه ﺃسرع من رجع النفس

أو غمض طرف ﺃو شهاب مقتبس

أعني به ﺃهل التجارب الاول

 وجرّ بوه عند أرباب الدّول

قتل زباب الخيل في ﻷسفار

يکون زيتاً مع ماء حار

إذا تفلت فوق رأس العقرب

 ﺃو فمها استرخت نحو الذنب

و ذاک قبل القتل و الترويق

 يغشي إذا من غير ما تعويق

کذلک الصائم والصفراوي

إن تفلا ما تت بلا مداوي

فإنّها مستغرق الصوابا

 لا سـّيما إن مضغا عقاباً

و إن حللت في الندي نيشادرا

و بلّ فيه کاغذاً کما تري

ثمّ کتبت ما تشاء فيه

کصورة الطلسم للتمويه

فلست تدني منه ﺃفعي نعش

لکنّها تکره منه تبطش

و إن مسحت جسمها في الکاغد

تفسّخت وانسلخت عن راکد

عصارة النزو إذا ما حلبت

 في شعر ﺃيّ دابّة و انسلبت

أذهبت الشعر و جاء غيره

ﺃبيض مثل الثلج هذا ينفض

يسير في سواده کالقار

ولتمرّ حقبه يا جار

في الخيل و البغال و الحمير

 و سائر الجمال و الجزور

امسح علي اﻷضراس واﻷسنان

 مهلاً بطرف ﺃسن اللّسان

و قد حرمت الا کل من لحم الجمل

 مع الکرسف أيّمامنه حصل

ﺃوقد حرمت الاکل من لحم الفرس

 شهراً ولا من هندبا لقي الضرس

و ذاک هند رؤية الهلال

 فتأمن اﻷضراس من ﺃعلال

داوم علي هذا مدي الشهور

تصح أسناک في الدّهور

تأخذه من مرارة الحداء

 ما تشتهي منه بلا مراء

و اسخنه في عقيدة البنات

و هي الّتي تعرف بالصفات

بالرازيانج النضير اﻷخضر

 و ارفعه في زجاجة مقدّر

حتّي إذا احتيج إلي العلاج

احضره في ظرف من الزّجاج

فأکحلا ملسوع بالخلاف

 فيخرج السمّ من اﻷطراف

من حيّة و لسعةالّزّنبور

و هکذا من عقرب ذاعور

هذا الّذي جرّ بته في عمري

 نظمته للمقتفين إثري

و الحمد لله علي اﻹتمام

حمداً کثيراً عدد اﻷيّام

و صلوات الله ذي الجلال

 علي النبيّ المصطفيو اﻵل[6]

تتمة: قد علمت ايها القاري العزيز ان ابو علي سينا ليس فقطيؤمن بأحکام علم النجوم بل قد جربّ و کتب ما قد ينفع الناس في هذه أرجوزة و هذا خير دليل علي صحة العلم عندنا واعلم ان اخطا النساخ في هذا أرجوزة کثيرة و قد حذف منها الکثير و ما يوجد فيها من اخطا ليست من عندنا والحمد الله رب العالمين – شيخ سعيد مزرعه


[1]( قلت هنا الشيخ ابن سينا يذکر اهمية اجتماع النيرين

[2]( کمال الدين محمد بن موسي الدميري- حياة الحيوان الکبري ج2- ص 66- 65

[3]( شوکة

[4]( صورة برج العقرب في السماء

[5]( يرآه

[6]( مولي احمد بن مهدي بن ﺃبي ذر النراقي – الخزائن- ص(130 – 126)