صفحات من كتاب النجم و البروج - تاليف سعيد مزرعه                                                                                                             رجوع

   
 

 قصة بناء مدينة القاهرة و لماذا سميت بهذا الاسم :

 

اسست القاهرة على يد القائد الفاطمي جوهر الصقلي ( ت 381 ه – 992 م ) بعد ان احتل مدينة فسطاط المصرية سنة ( 358 ه – 969 م ) ( 1 ) . كان قائدا لرابع الخلفاء الفاطمين المعز لدين الله معد بن المنصور ( 319 -365 ه – 931 -975 م ) . قيل انه لما اراد بناء المدينة احضر المنجمين و امرهم ان يحرروا طالعا لحفر اساس الصور الذي بالقاهرة المصرية ، و ان يحرروا طالعا لمرمى الحجارة و اراد بذلك ان يكون زحل في الطالع ( 2 ) ، و كان هذا الكوكب في ذلك الوقت في الدرجة الحادية والعشرين من برج الميزان ، و هو بيت شرفه ، فاتفق ان غرابا حط على الحبال المنصوبة على القوائم الخشب التي بين ذلك على اساس الصور ، وكان الطالع في ذالك الوقت المريخ ،وهو ذالك الوقت في الدرجة الثامنة والعشرين  من برج الجدي ،وهو في شرفه ، فظنوا ( فظن ) الموكلين بالبناء أن المنجمين حركوا البناء والحبال ، فألقوا ما بأيد يهم من الحجارة، فلما كان ذالك صاحت المنجمون : لا لا القاهر في الطالع ، فأعنوا بذالك أن المريخ في الطالع ، فقالوا : لابد من الا تراك أن تحكم بمصر (3) وسموها القاهرة . فلما د خل المعز مصر فيلفه ذالك ، فصنف ملحمة (4) وذكر فيها اذا ظهر الكوكب المعروف بالمنزلة المعروفة ، و عني بذالك كوكب من ذوات الاذ ناب  ، وهو كوكب السرموس (5) . فأ نظر مامضي من الهجرة واسقطه ثلاثين ، حتي يبقي اقل من ذالك ، فعند ذالك يخرب ما حكم اساسه . شعراَ :

فيا ويل مصر إن بد أ نجمه                 من الغرب   تزهو  باحمرار  و صفرتي

 

غ  ن  ز   يا عبدي تريد وأريد ، ومايكون إلا ما أريد ،واعلم انه اذا دخل كوكب زحل برج الجوزاء في التاريخ المطلوب ، حصل الطاعون الكبير  بأقليم  مصر و اعمالها وتوقف النيل وحصل الخلا  (6  ) .

 

توضيح : قد أضفت مقدمة القصة و التواريخ  تسهيلا للقراء الكرام و أسأل الله التوفيق – سعيد مزرعه – اهواز ( 1430 ه – 2009 م ) .

 

1- الفسطاط اول مدينة أسسها العرب في مصر بناها عمرو بن العاص (          - 643 م ) قرب بابليون على ضفة النيل الشرقية و أقام فيها مسجدا ، ازدهرت مع الامويين و صارت مقرا لولاتهم و مركزا حضاريا و عمرانيا ، كانت من مدن الظاهرة حتى تأسيس القاهرة ، المنجد في الاعلام – ص 414 .

2 - ورد في خواص الوفاق و تأثير المربع الستة في ستة أي المسدس : قيل ، اذا كان زحل في الميزان في شرفه كتب هذا المربع على لبنة بمداد ثم يحفظ حتى ينتقل زحل الى جدي او الدلو ( لانهما بيتا زحل ) ثم يستعمل في البناء فيبقى ذلك البناء دهرا طويلا و قد ذكر في تاريخ قدماء اليونانيين ان اهرام مصر بني و جعل في وسطه لبنة عليها هذا الوفق المكتوب عند كون زحل في درجة شرفه المذكورة – الدر المنظوم و خلاصة السر المكتوم ، تعليق الكشناوي على كتاب سر المكتوم لفخر الرازي – ج 1 ص 200 . و اليكم منا الوفق المذكور : ( و هو مأئة و احد عشر من كل جانب ) ،

10

35

31

3

4

28

1

11

24

21

18

36

30

22

17

12

23

7

29

16

19

26

13

8

32

25

14

15

20

5

9

2

6

34

33

27

3 – احتل الاتراك القاهرة سنة ( 923  ه – 1516 م ) ، في عهد تاسع السلاطين العثمانيين سليم الاول ( 1512 – 1520 م ) و الذي قضى على دولة المماليك بعد معركة مرج دابق الذي على نهر قويق في سورية فكانت الهزيمة سببا لفتح سورية و مصر .

4 – الملحمة بمعنى الحروب و الفتن او بمعنى كتاب فيه ذكر احداث قد ظهرت او سوف تظهر فيما بعد و اول من كتب كتاب بهذا الاسم هو الامام الصادق عليه السلام .    

5-  قد ظهر هذا النجم المذنب سنة ( 749 ه – 1347 م ) . و قد حصل بظهوره طاعون في كثير من انحاء العالم و هلك الكثير من الناس بحيث استمرت عوارض هذا التأثير لفترة ما بين سنة  الى ثلاث سنوات بحسب المناطق المختلفة ، و لكن بالنسبة لمدينة فسطاط المصرية فان التأثير كان سببا للقضاء عليها و ذلك سنة ( 750 ه – 1348 م ) ثم قامت على انقاضها امبابة – سعيد مزرعه .

6 – الشيخ محي الدين بن عربي – الجفر الكبير الجامع – ص 52 -51 .