صفحات من كتاب النجم و البروج - تاليف سعيد مزرعه                                                                                                             رجوع

 

ثانيا: في اثبات امكانية التنباء ببعض الحوادث الكونية ك ( السيول و العواصف ) :

 

القصة الثانية :التاريخ الكامل لابن اثير في ذكر حوادث سنة تسع و ثمانين وأربعمائة: ( بغداد ) :

 قال ابن اثير : ثم دخلت سنة تسع و ثمانين و أربعمائة : ذكر عدة حوادث ؛ في هذا السنه اجتمع ستة كواكب في برج الحوت و هي الشمس والقمر و المشتري والزهراة والمريخ وعطارد فحكم المنجمون بطوفان يكون في الناس  يقارب طوفان نوح فاحضر الخليفة المستظهر باللة ابن عيسون المنجم فسأله ؛ فقال ان طوفان نوح اجتمعت الكواكب السبعه في برج الحوت والان فقد اجتمع ستة منها وليس منها زحل فلوكان معها لكان مثل طوفان نوح ولكن اقول ان مد ينة او بقعة من الارض يجتمع فيها عالم كثير من بلاد كثيرة فيغرقون فخافوا علي بغداد لكثرة من يجتمع فيها من البلاد فاحكمت المسنيات والمواضع التي يخشي منها الانفجار والغرق فأتضق ان الحجاج نزلوا بوادي الميقات بعد نخلة فاتاهم سيل عظيم فاغرق اكثرهم ونجا من تعلق بالجبال و ذهب المال والدواب و الازواد وغير ذالك فخلع الخليفه علي المنجم . ( 3) .

 

قلت : توضيح استدلال المنجم المذكور على حدوث الطوفان فقد جاء حسب اجتماع الكواكب الستة في برج مائي و من المعلوم ان برج الحوت أحدى البروج المائية . و بهذا حكم على ان الامر يكون طوفان ، فلو كانت الكواكب قد اجتمعن في برج ترابي  لقال يحدث زلزال او خسف الارض ، و اذا كانت في برج هوائي لقال حدوث رياح مهلكة ، و اما اذا كانت في برج ناري لقال حدوث صواعق و حريق هالك و كفى بالله عليما .

1-       ابن الاثير الجزري – تاريخ الكامل ج 10 ص 107 .